الله عز وجل :
((ألا أنبئكم بخير أعمالكم -خير اسم تفضيل- وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إعطاء الذهب والورق, وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم, ويضربوا أعناقكم, قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل))
[أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي الدرداء]
ذكر الله كلمة شاملة واسعة؛ إن قرأت القرآن, فأنت ذاكر لله, وإن استغفرت الله, فأنت ذاكر لله, وإن سبحته, فأنت ذاكر له, وإن حمدته فأنت ذاكر له, وإن كبرته فأنت ذاكر له, وإن وحدته فأنت ذاكر له, وإن دعوته فأنت ذاكر له, وإن قرأت سنة نبيه فأنت ذاكر له, وإن تلوت على الناس سير الصحابة الكرام فأنت ذاكر له, -يعني- أي نشاط يقربك من الله عز وجل, فهو ذكر له.
((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إعطاء الذهب والورق, وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم, ويضربوا أعناقكم, قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل))
[أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي الدرداء]
الآية الكريمة:
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾
[سورة العنكبوت الآية:45]
قال بعض العلماء: ((ذكر الله: أكبر شيء في الصلاة))؛ لأن الله عز وجل يقول:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾
[سورة طه الآية:14]
-يعني- علة إقامة الصلاة: أن تذكر الله, وفي آية أخرى:
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾
[سورة البقرة الآية:152]
بعض العلماء قال:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾
[سورة العنكبوت الآية:45]
بعضهم قال: ((ذكر الله لك أيها المؤمن, أكبر من ذكرك له))؛ بمعنى: أنك إذا ذكرته استعنت به, أما إذا ذكرك أعطاك كل شيء.
ورد في الأثر القدسي: ((أنا جليس من ذكرني, وحيثما التمسني عبدي وجدني)).
والمؤمن: إذا أكثر من ذكر الله, برىء من النفاق؛ لأن المنافقين وصفوا: (بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً).
-يعني- في أقوال لبعض العلماء (حول الذكر), قال: في قوله تعالى:
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾
[سورة البقرة الآية:152]
-يعني- (اذكروني على وجه الأرض, أذكركم في بطن الأرض).
-يعني- أنت في الدنيا, ممكن أن تأنس بالناس؛ بزوجتك, بأولادك, بأقربائك, بمن حولك, ولك –يعني- مكانة اجتماعية, عندك طلاقة لسان, الناس حولك متحلقون؛ إن ذكرت الله, وأنت على وجه الأرض, ذكرك الله, وأنت في بطن الأرض؛ في بيت الوحشة, في بيت الدود, في بيت الظلمة, إن ذكرته وأنت على وجه الأرض, ذكرك وأنت في بطن الأرض؛ وأنت في أمس الحاجة إلى الله, وأنت تحت الأرض.
لذلك في بعض الأدعية: ((اللهم استرنا فوق الأرض, وارحمنا تحت الأرض, ويوم العرض)) –أيضاً-.
وبعضهم قال: ((إذا وضع الميت في قبره, وانصرف عنه المشيِّعون من أهله, وتركوه وحيدا وفي لحده, يقول الله عز وجل: عبدي رجعوا وتركوك, وفي التراب دفنوك, ولو بقوا معك ما نفعوك, ولم يبق لك إلا أنا, وأنا الحي الذي لا أموت)).